الحسين (ع)قدوة الحياة

الحسين  (ع)قدوة الحياة

كربلاء محصورة في أرض معينة ولا في أفراد معينين، وقضية كربلاء لا تقتصر على جمع من الأشخاص لا يتجاوز الاثنين والسبعين شخصاً أو في رقعة جغرافية صغيرة، بل على جميع البلدان أن تؤدي الدور نفسه وفي كل يوم ينبغي أن لا تغفل الشعوب عن الوقوف بوجه الظلم والتصدي للجور.

إن منهج الإمام الحسين (ع) وأوامره الموجهة للجميع "كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء" يقتضي بأن نستمر في الثورة والقيام والنهوض، امتداداً لتلك النهضة وذلك المنهج، فالإمام الحسين (ع) ثار ومعه فئة قليلة العدد من الأنصار، ووقف بوجه امبراطورية كبرى وضحى بكل شيء من أجل الإسلام،  ولذا ينبغي أن يستمر هذا الرفض والقيام في كل زمان ومكان.  

إن مقولة "كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء" مقولة كبرى لكنها تُفْهَمُ فهماً خاطئاً، فالبعض يتصور أنها تعني أننا ينبغي أن نبكي كل يوم، لكن محتواها غير هذا. لو نظرنا ما هو دور كربلاء في يوم عاشوراء، حينذاك ندرك أن على كل أرض أن تكون كذلك، أن تمارس دور كربلاء الذي يتلخص في أنها كانت ميداناً خاض فيه سيد الشهداء (ع) غمار الحرب ومعه ثلة قليلة من الأنصار، فصمدوا وقاوموا ظلم يزيد وتصدوا للحكم الجائر لذلك العصر وضحّوا وقتلوا، ورفضوا الظلم وهزموا يزيد ودحروه.  

هكذا ينبغي أيضاً أن تكون بقية البلدان، وينبغي أن يحصل هذا الرفض للظلم في كل يوم، وعلى شعبنا أن يجسد ذلك في كل يوم ويشعر بأنه يوم عاشوراء، وينبغي لنا أن نقف بوجه الظلم ونعتبر أن هذه أيضاً أرض كربلاء وعلينا أن نعيد فيها دور كربلاء. فليست كربلاء محصورة في أرض معينة ولا في أفراد معينين، وقضية كربلاء لا تقتصر على جمع من الأشخاص لا يتجاوز الاثنين والسبعين شخصاً أو في رقعة جغرافية صغيرة، بل على جميع البلدان أن تؤدي الدور نفسه وفي كل يوم ينبغي أن لا تغفل الشعوب عن الوقوف بوجه الظلم والتصدي للجور.

لا تقلقوا ولا تضطربوا وأبعدوا عنكم الخوف والهلع، فإنكم أتباع عظماء استقاموا وصبروا بوجه المصائب والمآسي، وما نراه نحن اليوم لا يعد شيئاً يذكر بالقياس لذلك. لقد اجتاز عظماؤنا أحداثاً كبرى كتلك التي حصلت في يوم عاشوراء وليلة الحادي عشر من المحرم، وتحمّلوا مثل تلك المصائب في سبيل دين الله.  فماذا واجهتم أنتم اليوم؟ ومم تخشون؟ وعلام أنتم قلقون؟ إنه من المخجل لمن يدّعون أنهم أتباع أمير المؤمنين والإمام الحسين(ع) أن يفقدوا السيطرة على أنفسهم في مقابل الظلم.

ألا ينبغي للأمة الإسلامية الإقتداء بالمنهج السامي "كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء"؟ إن النهضة العامة الشاملة ينبغي أن تحصل في كل يوم، وفي كل أرض، ففي عاشوراء وقعت نهضة أقدم عليها قلة من التواقين إلى العدالة، يدفعهم إيمانهم العظيم وحبهم الفريد لله، إلى الوقوف في مقابل الطغاة الناهبين الجائرين من سكان القصور. إ

ن الأمر الوارد إلينا هو أن يكون ذلك قدوة لحياة أمتنا في كل عصر ومصر. لقد قوضت كربلاء ــ بالدماء ــ قصر الظلم وأركان الاستكبار الإبليسي، لذا علينا نحن وارثي هذه الدماء وذوي الشبان والشهداء المضرجين بدمائهم، أن لا نركن إلى القعود حتى نوصل تضحياتهم إلى نتيجتها ونصفِّي ونزيل ــ بضربة قاضية وإرادة حاسمة ــ الظالمين وحثالات المتآمرين عملاء الشرق والغرب وندفنهم عند أقدام شهداء الفضيلة.

المصدر:

نهضة عاشوراء، الإمام الخميني (قده)

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com